الاحتلال الصهيوني سبب أزمتنا وليس الأشقاء العرب بقلم / محمد سعدي حلس

لاحتلال الصهيوني سبب أزمتنا وليس الأشقاء العرب


يشهد قطاع غزة في هذه الايام أزمات متعددة ومتشعبة , ابتداء بموجات الاغتيال والحرب التي طالت البشر والشجر والحجر والتي ذهب ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى والأزمة السياسية , ومرورا بالأزمة الاقتصادية , وانتهاء بالأزمة الاجتماعية , حيث أزمتنا السياسية في اختلاف وجهات النظر في صراعنا مع الاحتلال الصهيوني وعدم الاتفاق على خطة او خطط متفق عليها بين كل الوان الطيف الفلسطيني وتوحيد الادوات والاساليب والوقوف صفا واحدا ضد الاحتلال الصهيوني المتغطرص وذلك في نضالنا على الارض وفي المحافل الدولية وتجييش العالمين العربي والاسلامي لدعمنا في توجهاتنا السياسية والنضالية ضد هذا المحتل المجرم الذي يفرض حصارا خانقا على الشعب الفلسطيني بشكل عام وعلى قطاع غزة بشكل خاص حيث تم عزل قطاع غزة عن الضفة الفلسطينية وكذلك تم عزل القطاع عن محيطه العربي والاسلامي وتدمير كل البنية التحتية للقطاع واخرها الحرب التي تدور الان والتي تنفذها طائرات العدو الصهيوني في قتل وتدمير كل شيء في القطاع وكذلك منع العديد العديد من السلع الضرورية للحياة حتى اصبح الجحيم في قطاع غزة لا يطاق امام مرآي ومسمع المحفل الدولي والعربي .
وكذلك في الضفة والقدس قد استباح الاحتلال الصهيوني البغيض جميع اراضي السلطة الوطنية الفلسطينية واقام الحواجز الثابتة والطيارة على الطرقات وقسم الضفة الى كنتينات منفصلة عن بعضها البعض وقام باستكمال جدار الفصل العنصري الذي ابتلع ألاف الدونمات من اراضي الضفة الفلسطينية وكذلك غول الاستيطان الذي لم يتوقف في ابتلاع ألاف الدونمات ايضا لتغيير الواقع الجغرافي حتى يكون من المستحيل بناء دولة فلسطينية على اراضي عام 1967م هذا ناهيك عن الاعتقالات والقتل والتدمير التي طالت كل مناحي الحياة الفلسطينية في غزة والضفة وكذالك محاولة تهويد القدس واقامة الحفريات تحت المسجد الاقصى المبارك لمحاولة هدم المسجد وطمس معالمه وهذا كله من الممكن ان لا يحدث لولا وجود الانقسام السياسي والجغرافي والحسم الذي ادى الى انقلاب سياسي على حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية والتراشق الاعلامي بين اطراف الانقسام والاستدعاءات والملاحقة والاعتقال السياسي هنا وهناك ( الخ ) دون الا كتراث بما يقوم به الاحتلال الصهيوني على الارض وهذا مما دفع الاشقاء العرب والمسلمين وكذلك المحفل الدولي لإدارة ظهورهم لنا ولقضايانا العادلة .
وعدم فهمنا للقوانين الدولية وكيفية التعامل معها وذلك من خلال تصدير ازماتنا على الاشقاء العرب واخص بالذكر جمهورية مصر العربية الشقيقة لتزويدنا بكل متطلباتنا مثل السلع الضرورية وكذلك الكهرباء ومشتقات البترول ( الخ ) وتبرئة الاحتلال من التزاماته اتجاه شعبنا المحتل كدولة احتلال تحتل شعبا اخر ملزمة حسب القانون الدولي بتوفير كل مستلزمات الحياة الانسانية وبهذا العمل الغير مدروس والغير مسيس قد خلقنا ازمات للشقيقة مصر واخرجنا الاحتلال من حالة الازمة والحرج امام المحفل الدولي , وانقسامنا وعدم فهمنا للقوانين الدولية ايضا , خلق شرخ بين الدول العربية وكذلك العالم الاسلامي والدولي وهذا مما جعل الاحتلال الصهيوني الفاشي ومن خلفه الامبريالية الامريكية اللعب على التناقضات والانقسامات والهروب من الاستحقاقات والاتفاقيات التي تم التوقيع عليها تارة بقولهم ليس هناك شريك فلسطيني وتارة اخرى الوضع الفلسطيني غير مهيأ وتارة ثالثة الانقسام الفلسطيني وليس هناك طرف يستطيع توقيع اي اتفاقية سلام ((وعند المصالحة هناك فيتو )) من اطراف الدعم .
وفي ظل هذه الصراعات والتعطيل المتعمد والممنهج لاتمام المصالحة الوطنية واعادة الحمة لشطري الوطن وتكرش بعض البطون التي اعياها التخمة ومرض النقرص , وانتفاخ الجيوب التي تعاني ازدحام مالي غير شرعي , والبيوت والجيبات والسيارات الفارهة والاملاك والاطيان والاموال في البنوك التي اعمت عيون المستفيدين من الانقسام عن رؤية معاناة الشعب الذي يعاني الفقر المطقع والجوع وغلاء المعيشة الفاحش والبطالة المظلمة وانعدام الافق السياسي والتراجع عن القيم والمبادئ الوطنية والعادات والتقاليد الحميدة المقتبسة من الدين الاسلامي الحنيف والكفر بتاريخهم النضالي الطويل حيث ان المستفيدين من الانقسام ( تجار الحرب ) يمتلكون الان كل الاقتصاد الفلسطيني ويتحكمون في الاسعار والسلع ويحتكرون السوق مما ادى الى هذه المعاناه الذي يعاني منها الشعب الفلسطيني .
وبسبب الانقسام ايضا تفكك النسيج الاجتماعي الفلسطيني وانخفاض مستوى التعليم والصحة حتى وصل الى ادنى معدلاته وانعكاس الخلافات السياسية والانقسام طال المدينة والحي والشارع والبيت , مما عزز نفوز قلة قليلة بالتحكم باقتصاد المجتمع وسياسته ومحاولة فرض سياستهم على من حولهم قبل المجتمع الفلسطيني وذلك خلق ازمة سياسية في كل مراحل المصالحة الوطنية واخرها بعد توقيع اتفاق الدوحة الذي لم يرى النور حتى هذه اللحظة .
ومن هنا وردا على العدوان الاخير على قطاع غزة يتطلب منا الان خطوة جريئة باتجاه المصالحة الوطنية وانهاء الانقسام وتجسيد الوحدة الوطنية على ارض الواقع ونبذ كل الخلافات والمستفيدين من الانقسام واعادة اللحمة للشعب الفلسطيني واعادة الهيبة لقضيتنا الوطنية في المؤسسات العربية والدولية واعادة بناء مؤسسات السلطة الوطنية بشكل موحد على طريق بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية المرتقبة وتحديد اولوياتنا والاتفاق على خطة نضالية لمقاومة الاحتلال وغطرستة على الارض ومحاكمته في المحاكم الدولية كمجرمي حرب ومقاومة جدار الفصل العنصري والاستيطان ومحاولة تهويد القدس وتدمير المسجد الاقصى بتوحيد جهودنا ونضالنا وخطابنا السياسي واهدافنا المرحلية والاستراتيجية والتخفيف من معاناة المواطن الفلسطيني المناضل ليقوم بدوره بالمشاركة في النضال الوطني واحتضان المقاومة الفلسطينية حتى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .



بقلم

أحمد العربى